وثائقي لـ"ميدار.نت".. "بيج آند بروتون" اكتشاف راشد في تصميم مطار دبي 

وثائقي خاص من ميدار.نت - دبي
وثائقيات
فيديو
مطار
دبي
04 أغسطس 2023
Cover

وثائقي خاص من ميدار.نت - دبي

بدأت قصة تصميم مطار دبي "تيرمينال 2" عندما علم المهندس البريطاني كيث بيج المقيم آنذاك في الكويت، برغبة حاكم دبي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم تصميم مشروع مطار دبي الجديد أواخر الستينات بالقرن الماضي.

كيث الذي كان رساماً تعلم الهندسة بجهوده الذاتية، توجه إلى المهندس المعماري براين بروتون، الحاصل على رخصة عمل في الكويت، واتفقا على تقديم اقتراح تصميم جدير بهذا الطموح.

وتوجه الرجلان عبر وسيط إماراتي إلى ديوان حاكم دبي على ضفاف الخور، فحظيا بموافقة سريعة خلال دقائق قليلة عرضا خلالها التصورات والخطط، مما أصابهما بمزيج من الدهشة والسعادة.

وتكشف هذه الحادثة بعد النظر وعمق التفكير اللذين كان يتمتع بهما الشيخ راشد بن سعيد، وقدرته على معرفة الإمكانيات الحقيقية لمن يقف أمامه، فضلاً عن عدم اهتمامه بحجم الشركة التي تقدم المشروع، بل بجوهر التصميم وآفاق نجاحه.

وكان السيخ راشد يشتهر باكتشاف المواهب والقدرات لدى الناس.

 

 

تصمبم نبتة الفطر 

هكذا تأسست شركة "بيج آند بروتون"، ووقّع الرجلان عقد إنشاء المطار عام 1968، وفق تصميم يشبه شكله نبتة الفطر بجماليتها وانسايبيتها.

يروي بروتون أنه كان منكباً أغلب الوقت على طاولة العمل  يرسم ويخطط، في حين كان بيج نشيطاً يتحرك بين العمال، ويشرف على أدق تفاصيل تنفيذ المدرجات والصالات والمكاتب، بما يحقق في التصميم سلاسة تدفق المسافرين والبضائع وإجراء الحجوزات والنقل.

ورغم خضوع المطار طيلة العقود الماضية إلى عمليات توسعة لزيادة طاقته الاستيعابية، ما زالت جودة التصميم الأساسي وابتكاريته واضحة، بأجزائه المصنوعة من البلاستيك المقوى بالزجاج، والأعمدة المرمرية التي انطلقت من بريطانيا وعبرت قناة السويس لتصل إلى ميناء راشد بدبي، فضلاً عن الأسقف المقاومة للرطوبة والأشعة فوق البنفسجية، ودرجات الحرارة شديدة الارتفاع.

الأجزاء المصنوعة من البلاستيك المقوى كانت خفيفة لا يتجاوز زونها 3 أطنان، مقارنة بـ 40 طناً لو كانت مصنوعة من الكتل الخرسانية.

الصحف الأوروبية، ومنها "فايننشال تايمز" البريطانية، أشادت بتصميم المطار وانسيابية تقديم الخدمات وحركة المسافرين، بدءاً من استلام التذاكر، مروراً بنقل الأمتعة، والوصول إلى الطائرات بمسارات لولبية.

المشروع تراوحت أوصاف من رأوه بين كونه لغزاً معمارياً، وتحفة بيضاء لامعة، وأحد أجمل مطارات العالم، بمزيج بين ملامح العمارة الإسلامية الكلاسيكية، واللمسات الفنية.

وراعى التصميم أيضاً أن يكون المطار عصيّاً على أي محاولة لخطف الطائرات.

 

 

 4 ملايين جنيه إسترليني

وانتشرت بطاقات بريدية تحمل صوراً عامة لمطار دبي الدولي، ولبرج المراقبة الأصلي، وقاعة كبار الشخصيات المقببة.

الغالبية العظمى من عمال صناعة البناء والتشييد كانوا بريطانيين، كما كانت الصناعات التحويلية المستخدمة في العمل قادمة من بريطانيا. 

وبسبب البطالة المنتشرة في بريطانيا آنذاك، استقطب مشروع مطار دبي  العمالة البريطانية، وتجاوزت نسبتهم باقي الجنسيات المشاركة في المشروع.

وبافتتاح مطار دبي الدولي رسمياً عام 1971، بتكلفة 4 ملايين جنيه إسترليني، بدأت نهضة القطاع السياحي في الإمارة، إذ بات المطار نقطة جذب رئيسية إلى الشواطئ والبراري والمنتجعات في دبي والإمارات.

وفي داخل المطار بدأت فكرة السوق الحرة لأول مرة لخدمة ركاب الترانزيت.

وبعد الافتتاح بأعوام قليلة، وتحديداً عام 1975 شهدت الإمارة افتتاح "إنتركونتيننتال" أول فندق ذي علامة تجارية دولية في دبي، وبعد ذلك تم تشييد الكثير من الفنادق.

كما زادت حركة الطيران بمقدار 50% عما كانت عليه في مطار دبي القديم، وبشكل عام فإن حركة الطيران النشطة مؤشر نهضة اقتصادية للدولة.

ولا يسعنا إلا أن نختم مقالنا بإحدى مقولات المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم: "هدفنا عمل جاد وسهر متواصل وإحساس متفاعل مع أماني شعبنا وآماله في حياة أفضل ومستقبل زاهر بإذن الله".